جوائز الأوسكار - طريقة الترشيح واختيار الفائزين

جوائز الأوسكار - طريقة الترشيح واختيار الفائزين

 كتب - محمود الزواوي  - تتم عملية اختيار الفائزين بجوائز الأوسكار على مرحلتين: مرحلة التصويت للمرشحين ومرحلة التصويت للفائزين. وتتم العمليتان بالاقتراع السري. ويختار  أعضاء الأكاديمية الأمريكية لفنون وعلوم السينما الذين ارتفع عددهم من 231 عضوا في العام 1927 إلى أكثر من 5880 عضواً في الوقت الحاضر المرشحين والفائزين.
وتبدأ عملية التصويت للمرشحين خلال الأسابيع الأولى من كل عام بالنسبة لأفلام العام السابق. وقد أعلنت أسماء المرشحين لجوائز الأوسكار هذا العام في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، وستعلن أسماء الفائزين في السابع والعشرين من الشهر الحالي، بعد أن تم اختصار المراحل المختلفة لعمليتي ترشيح واختيار الفائزين وإعلان أسمائهم هذا العام بنحو شهر. وقد جرت العادة في الماضي أن تعلن أسماء الفائزين بجوائز الأوسكار في ربيع كل عام.
وقد أدخلت تعديلات عديدة على عمليتي التصويت لاختيار المرشحين والفائزين بهذه الجوائز منذ بدء تقديمها في العام 1927. والنظام المطبق حاليا هو أن جميع أعضاء الأكاديمية يشتركون في التصويت للترشيح لجائزة أفضل فيلم. أما بالنسبة للجوائز الأخرى فيقوم أعضاء كل فرع من فروع الأكاديمية الأربعة عشر بالاشتراك في عملية الترشيح في الفئة أو الفئات التي يمثلها فرعهم، أي أن الممثلين يرشحون الممثلين والمخرجين يرشحون المخرجين والكتاب يرشحون الكتاب والمصورين يرشحون المصورين، وما إلى ذلك.
ويقوم كل عضو بترشيح خمسة مرشحين في كل فئة يشترك في التصويت فيها. فالممثلون يشتركون في الترشيح لأربع فئات، ولذلك فهم يرشحون خمسة ممثلين لجائزة أفضل ممثل في دور رئيس وخمس ممثلات لجائزة أفضل ممثلة في دور رئيس، وخمسة ممثلين لجائزة أفضل ممثل في دور مساعد وخمس ممثلات لجائزة أفضل ممثلة في دور مساعد.
كما يقوم الموسيقيون بترشيح خمسة أشخاص في كل من فئتين، هما أفضل موسيقى تصويرية أصلية وأفضل أغنية أصلية، كما كانوا في الماضي يقومون أيضاً بترشيح خمسة أشخاص لأفضل موسيقى تصويرية مقتبسة. ويقوم الكتـّاب بترشيح خمسة أشخاص في كل من فئتين هما أفضل سيناريو أصلي وأفضل سيناريو مقتبس. أما المخرجون فيرشحون خمسة مخرجين لجائزة الأوسكار لأفضل مخرج. وينطبق ذلك على أعضاء معظم الفروع الأخرى.
 وقد تقتصر بعض الفئات على ثلاثة ترشيحات فقط في بعض السنين، كما هو الحال هذا العام بالنسبة لأربع فئات هي جوائز أفلام الرسوم المتحركة الطويلة ومونتاج الصوت والمؤثرات الخاصة والماكياج. ولم تمنح جائزة الأوسكار لأفضل ماكياج، وهي من الجوائز الحديثة نسبياً، في بعض السنين لعدم تأهيل أفلام مناسبة لها.
وتستثنى من عملية الترشيح التقليدية فئات الأفلام الأجنبية والأفلام القصيرة والماكياج التي تقدم ترشيحاتها من قبل لجان كبيرة يشترك في عضويتها أعضاء يمثلون جميع فروع الأكاديمية الأربعة عشر.
ويشترك جميع أعضاء الأكاديمية في المرحلة الثانية للتصويت، وهي اختيار الفائزين من بين قوائم المرشحين، بما في ذلك الفئات المرشحة من قبل اللجان، وذلك بالتصويت لإسم واحد من بين المرشحين الثلاثة أو الخمسة في كل فئة.
أما جوائز الأوسكار الفخرية والتقديرية، بما فيها الجوائز العلمية والتقنية، فيصوت على منحها أعضاء مجلس إدارة الأكاديمية الذين يبلغ عددهم اثنين وأربعين عضوا. ويمثل كل فرع من فروع الأكاديمية الأربعة عشر بثلاثة أعضاء في المجلس يتم اختيارهم عن طريق الانتخاب.
وتقتصر عضوية الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما على الفنانين والفنيين الذين توجّه إليهم الدعوة للانتماء إلى عضوية الأكاديمية والذين يشترط فيهم أن يكونوا قد قدّموا إنجازات سينمائية متميزة. ولا بد لكل مرشح لعضوية الأكاديمية أن تتم تزكيته من قبل اثنين من أعضاء الفرع الذي يؤهل الشخص للانتماء إليه. ويجب أن توافق اللجنة التنفيذية لذلك الفرع على الترشيح قبل أن يقدم إسم المرشح إلى مجلس إدارة الأكاديمية للموافقة على عضويته. أما أصحاب المهن الفنية الذين لا ينتمون إلى أحد الفروع الأربعة عشر التي تتألف منها الأكاديمية فيمكن لمجلس الإدارة دعوتهم لعضوية الأكاديمية بصورة مباشرة. ولكن الموافقة على العضوية في الأكاديمية ليست تلقائية بمجرد تزكية المرشح من قبل عضوين. إذ أن المجلس يرفض الكثير من الأسماء المرشحة.
وُتشرف على جميع مراحل عمليات التصويت لاختيار المرشحين والفائزين بجوائز الأوسكار مؤسسة محاسبة حيادية مستقلة خاصة هي شركة برايس واترهاوس كوبرز التي يقع مقرها في مدينة لوس أنجيليس علماً بأن مقر الأكاديمية يقع في ضاحية بيفرلي هيلز في نفس المدينة. وتتولى هذه الشركة تلك المسؤولية منذ العام 1953.
وتعتمد عملية فرز الأصوات على السرية التامة حتى لحظة فتح الظروف التي تحتوي على أسماء الفائزين.
 وفي كل عام تتلقى الشركة من الأكاديمية قائمة رسمية مصدقة بأسماء جميع الأعضاء وعناوينهم. وبعد التأكد من صحة تلك العناوين توضع أوراق الاقتراع داخل ظروف وتنقل باليد إلى دائرة البريد. وتعطى كل ورقة اقتراع رقماً معيناً، فإذا فقدت إحداها يتم استبدالها بورقة اقتراع أخرى تحمل رقماً جديداً. وإذا لم يتلق أحد الأعضاء ورقة اقتراعه يمكنه الاتصال بالشركة لكي يحصل على ورقة بديلة. ويحدد كل عام موعد نهائي لاستلام أوراق الاقتراع من أعضاء الأكاديمية بعد تصويتهم لمرشحيهم المفضلين على قوائم المرشحين لجوائز الأوسكار.
وتعد إمكانية الإفشاء بأسماء الفائزين أو تسريبها للفائزين أو للإعلام شبه مستحيلة لأن معرفة النتائج الكاملة لأسماء الفائزين بجوائز الأوسكار تقتصر على شخصين فقط، هما المسؤولان الرئيسيان في الشركة عن المحافظة على السرية التامة لهذه العملية.
وبعد استلام أوراق الاقتراع تكلف شركة برايس وترهاوس كوبرز شخصاً أو اثنين من المسؤولين فيها بمهمة الإشراف على عملية فرز وعدّ الأصوات بمساعدة محاسبين يعملون في الشركة يقسمون إلى مجموعات لكي لا يطلعوا على النتائج النهائية الكاملة لأسماء الفائزين بجوائز الأوسكار.
وتوضع النتائج المتعلقة بأسماء الفائزين في ظروف مغلقة ومختومة ولا يتم فتحها إلا لحظة إعلان أسماء الفائزين بجوائز الأوسكار في الحفلة الكبرى لتوزيع الجوائز أمام أنظار أكثر من 1ر5 بليون شخص من مشاهدي التلفزيون في سائر أنحاء العالم.
يشار إلى أن جو الإثارة والتشويق الذي يرافق الإعلان عن أسماء المرشحين والفائزين بجوائز الأوسكار في هذه الأيام لم يكن موجوداً خلال السنوات الأولى لمنح تلك الجوائز. إذ كانت أسماء الفائزين تعلن للصحافة في مؤتمرات صحفية قبل موعد تقديم الجوائز في الحفلة السنوية الكبرى بعدة أسابيع.
بل إن أول حفلة لتوزيع جوائز الأوسكار على الفائزين بها أقيمت بعد مضي ثلاثة أشهر على نشر أسماء الفائزين في الصحف. غير أن تلك الصحف لم تتلقف نبأ إعلان أسماء الفائزين والمرشحين الذي تم في نفس الوقت آنذاك بنفس الحماسة التي يوليها الإعلام لتلك الجوائز في هذه الأيام. فقد نشرت مجلة فيريتي الفنية الأميركية الواسعة الانتشار نتائج جوائز الأوسكار في سنتها الأولى في صفحتها السابعة. بل إن الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما نفسها التي تمنح جوائز الأوسكار نشرت أسماء الفائزين والمرشحين للجوائز في الصفحة الأخيرة لنشرتها الصحفية. إلاّ أن كل شيء قد تغير منذ ذلك الوقت بفضل الأثر الكبير لوسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وبفضل الأهمية المتزايدة التي اكتسبتها تلك الجوائز منذ أوائل فترة الثلاثينيات من القرن الماضي.  وأصبحت جوائز الأوسكار تتصدر الأنباء في يومي الإعلان عن أسماء المرشحين والفائزين بها في الصحف والإذاعة والتلفزيون، وتتم متابعتها في سائر أنحاء العالم.